📁 آخر الأخبار

اغنى رجل في بابل | كتب المال

اغنى رجل في بابل | كتب المال
اغنى رجل في بابل | كتب المال



اغنى رجل في بابل | كتب المال

تزدهر أي دولة في هذا العالم من خلال نمو اقتصادها ليصبح مع الوقت اقوى اقتصاد في العالم ومن خلال نمو مجتمعها أي الثراء والازدهار المالي لكل الأفراد.

وذلك ينتج عن المجهودات والقدرات الناجحة التي تجعل من المجتمع غنيا، ولا يكمن ذلك إلا بالحكمة والتخطيط المناسب.

ركز هذا الكتاب على فوائد عديدة تساعد على اكتساب المال و زيادة راس المال، أي نعي الأمور المالية أكثر وتكون هناك رؤية واضحة لتحقيق زيادة راس المال ونجاح مالي.

تدور احداث الكتاب المشوقة في مدينة بابل أين نشأت المبادئ المركزية لكسب المال وأشتهرت بابل بالطبقية أي فئة ذو ثراء فاحش وأخرى ذو فقر مدقع.

في فقرات الكتاب سنتعرف على أشخاص من مختلف الطبقات وكيف وصل كل شخص منهم للثراء.! ما الحكم التي قدموها تساعدنا لنسير إلى طريق الثروة.!



الرجل الذي كان يحلم بالثراء


تناول الكاتب في هذه الفقرة شخصية بانسر صانع المركبات الذي كان رجلا فقيرا جدا لديه منزل متواضع.


كان يعيش مع زوجته صعبة المراس حياة صعبة قلما يجدون قوت الأكل والشرب، كان له صديق يدعى كوبي عازف قيثارة.

في يوم من الأيام أتى كوبي لبانسر وطلب منه أن يقرضه القليل من المال فرد الأخير بأنه لا يملك ولو قرشا واحدا.

هنا استغرب الصديق وسأله لما لا يعمل على إنهاء المركبة الموجودة أمام ورشته وما الإحباط الذي يبدو عليه.

هنا رد بانسر بأن حلما راوده رأى فيه نفسه رجلا غنيا وله أكياس من النقود يلقي للشحاذين نقودا فضية ويشتري له ولزوجته كل ما يشتهون.

واخرى ذهبية تشعره بالإطمئنان على نفسه في المستقبل ولكنه استيقظ من الحلم فوجد كيسه فارغا فشعر بالنقمة والتمرد.

هنا تذكر الرجل وصديقه حياتهم منذ الصغر إلى أن اصبحا رجلين يعملان بجهد كبير ولساعات طويلة وكيف كانا ينفقان كل ما يكسبانه من مال كثير والحياة التعيسة التي يعانيان منها في الوقت الحالي.

رغم أنهم يعيشون في اغنى مدينة في العالم "بابل ".

أصيب كوبي بالذهول من كلام بانسر واندهش من تغير تفكيره المفاجئ فأجابه بانسر بأن الأعمال التي يقوم بها ثمينة جدا ويتمنى أن يتم تقديرها يوما وتكون له ثروة طائلة.

وطال حديث الصديقين إلى أن ذكر كوبي رجلا غنيا يملك موردا ماليا، هنا هتف بانسر بأن هذا هو الحل الذي يحتاجه "المورد المالي".

هو ما يجعل لديه تدقف مالي. قرر الصديقان أن يأخذا النصائح من الرجل الثري الذي يدعى إركاد للاستفادة من حكمته وادركا أن " المال يأتي بالسعي، والجهد الكبير والصبر والكفاح ".



اغنى رجل في بابل


سلط الضوء في هذه الفقرة على شخصية إركاد الذي ذكرنا في الأسطر الفارطة الذي كان صاحب شهرة وصيت عالي في البلاد بسبب ثراءه وكرمه وسخائه وان ثروته ما آنفكت في ازدياد من عام إلى آخر.


أتاه يوما بانسر وكوبي رفقة أصدقاء آخرين أيام الشباب وسالوه عن كيفية وصوله إلى الثراء رغم أنهم كانوا سواسية في الماضي وتلقوا نفس التعليم أيضا كانوا يعملون بجهد على عكسه تماما.

هنا رد أركاد بأن السبب بسيط وهو "أنهم لم يتعلموا القوانين الصحيحة لبناء الثروة ". آندهشوا من رده وطلبوا منه أن يعلمهم من حكمته.

في سن الشباب كانت الثروة في نظر إركاد تزيد من السعادة والإطمئنان، اعتبر الثروة قوة تمكنه من تحقيق أشياء عديدة، مثلا (المنزل فاخر، الرحلات، المأكولات الشهية، الحلي والمجوهرات).

فعزم هذا الشاب على إلا يرضى بعيشة رخيصة ويكون الرجل ذو الحظ الفقير إنما العكس تماما. تطلب منه الوقت والدراسة.

أكد إركاد هنا على أهمية الوقت وان السبب الرئيسي لفقر الأصدقاء انهن ضيعوا الكثير من وقتهم الثمين.

واما الدراسة فقد ذكرهم بأن معلمهم الحكيم اخبرهم بأن التعليم نوعان، "(الأول متمثل في ان يتعلمون ويعرفون والآخر متمثل في الممارسة التي تجعلهم يدركون ما لا يعرفونه)".

تحدث أيضا إركاد عن وظيفته كناسخ في دار محفوظات وكيف طلب من غني أن يخبره كيف أصبح غنيا مقابل نسخة من القانون التاسع، فوافق الغني وأعطاه مجموعة من الحكم الذهبية.

الطريق إلى الثراء هو الاحتفاظ بجزء من الإيرادات فإن هذا الشيء كفيل أن يغير الإنسان من عقلية راعي اغنام إلى تاجر ثري.

والأهم توظيف المدخرات أو المال المحتفظ به على شرط أن لا يكون الجزء أقل من العشر.

وأضاف أن "الثروة مثل الشجرة تنمو من بذرة، السرعة في زرع البذرة تمكن من نمو الشجرة بشكل اسرع".

قام إركاد بتطبيق حكمة الرجل الثري لكنه فشل في المحاولة عندما أعلمه الثري بحماقته التي ارتكبها بإعطاء ماله إلى صانع القرميد الذي يسافر عبر البحار ليشتري له الجواهر النادرة.

طلب منه أن يعاود المحاولة وجاءه بعد عام فحصل أن أنفق جل ماله على الملذات والموائد الشهية وطلب منه أن يعاود الكرة.

وأخيرا بالممارسة استوعب إركاد الدرس.

تعلم أولا كيف يعيش بنفقات أقل مما يكسب وان النصيحة والمشورة تأخذ من المصدر الموثوق أي من الأشخاص المؤهلين لتقديم النصح من خلال خبراتهم وتجاربهم في الحياة. 

أيضا تعلم كيف يجعل المال يعمل لأجله، تعلم كيفية اكتساب المال والمحافظة عليه وكيفية استغلاله.

قدم أركاد إلى أصدقائه الكثير من النصائح. بحيث أشار أن قوة الإرادة تكمن في التصميم على أداء مهمة كلفت نفسك بها وإكمالها حتى النهاية.

الثروة تنمو كلما قام الإنسان ببذل جهد والسعي لذلك، جعل الثروة عبدا تعمل لصالحكم مع ضمان دخل مستقبلي، طلب النصيحة من الناس الذين يتعملون مع الناس بشكل يومي.

ودائم لأن ذلك يساعد على تفادي الأخطاء وتسهيل الطريق عليكم.

استمتعوا بحياتكم دون أن ترهقوا أنفسكم في هم الإدخار أكثر من اللازم، لا إفراط ولا تفريط أي لا تنفق مالا على أشياء لا تحتاجها، وفي المقابل لا بأس أن تكافئ نفسك على الجهد الذي تبذله في كل مرة.

سعد الأصدقاء بما قدمه الثري إركاد من نصائح لهم، لقد كان هذا الكم الهائل من المعرفة كفيلا بأن يكون نقطة تحول بالنسبة لهم.



7 طرق تجعل جيبك ممتلئ


يعود ثراء بابل إلى تعلم أهله لمبادئ المال وقد أشار الكاتب في هذه الفقرة إلى ملك يدعى سارجون قد عاد من حرب.


وأخبره كبير مستشاريه بأن الشعب أصبح غالبيتهم من الفقراء وغير قادرين على إعالة أنفسهم.

هنا استغرب الملك واستفسر عن المال فيم آنفق فرد عليه المستشار أنه ذهب إلى أملاك قلة من الأثرياء.

هنا سال الملك عن سبب ذلك حينها رد المستشار بان هؤلاء الفئة الثرية يعرفون كيفية الوصول لذلك.

هنا قرر الملك أن يتعلم من كل من في أنحاء المدينة كيفية جمع المال وأمر خدمه أن يحضروا إليه أغنى رجل في بابل "أركاد".

تحاور الملك سارجون مطولا مع إركاد ثم آقترح عليه تعليم الآخرين كيفية كسب المال والمحافظة عليه، فوافق الغني أن يعطي كل معرفته من أجل تحسين وضعية المدينة.


وطلب أن يجهزوا له في كل صف 100 رجل لتعليمهم القواعد السبعة لكسب المال:


1. لا تجعل محفظتك فارغة

أكد أركاد هنا على الإدخار قبل الإنفاق ويكون ما تدخره عشر العملات التي يملكها الشخص مثلا أن تنفق 9 عملات من أصل عشرة وتدخر الأخرى.

كما ركز على أهمية الإدخار بأنه هو من سيجلب لك الثراء عندما تستخدمه في استثمارات تجلب لك الثروة مثل العقارات والذهب وهي استثمارات تحقق دخلا مرتفع.



2. راقب النفقات وتحكم بها

أشار إركاد إلى ما يسمى بالنفقات الضرورية وهناك فرق كبير بينها وبين الرغبات الشخصية ومعظم الناس ينفقون كل رواتبهم لتلبية رغباتهم التي لا يمكن إشباعها.

لذلك هم فقراء لأنه مهما زادت الرواتب (المكاسب) زاد الإنفاق أكثر. حتى بالنسبة للأغنياء فإن هناك محدودية للاستمتاع بالمال.

ومن هنا نلاحظ أنه من الضروري أن نتعمق أكثر أو العادات التي آلفنا بها، سنجد حتما نفقات ضرورية وأخرى ليست بذلك يمكننا تقليلها ومن ثم التخلص منها.



3. قم بتنمية ثروتك

سؤال وجيه أن نسال في هذه الفقرة كيف نقوم بإنماء ثروتنا؟

ذكر أركاد هنا أن الثروة الحقيقية تكمن في الدخل الذي نصنعه لا ما نملكه في جيوبنا، وكيفية جعل المال يتدفق بشكل دائم.

باختصار إن الطريقة الثالثة هي أن نستثمر كل ما لدينا من مال كي يولد عائدات كبيرة. ويصبح لدينا مورد مالي يتدفق إلى جيوبنا باستمرار.



4. لا تضيع ثروتك

أول خطوة هنا أن تحمي رأس مالك، أن تدرس الاستثمار الذي ستقوم به من شتى الجوانب.

(مثلا المخاطر التي ستعترضني في هذا المجال)، أن تنتبه جيدا من ضياع الثروة ونضع كل أموالنا في استثمار واحد ولا تنسى أن تأخذ نصيحة الحكماء في التعامل مع المال.



5. إجعل منزلك استثمارا مربحا

أكد أركاد في هذه النقطة أهمية امتلاك منزل خاص، لا أن يكون المنزل مستأجر. هنا يكون الشخص قد قلل من نفقاته وأصبح هناك فائض في مكاسبه.




6. ضمان دخل مستقبلي ثابت

مؤكد أن حياة المرء قصيرة وأن العمر ينقضي سريعا ويصل الإنسان لمرحلة الشيخوخة.

لذلك على كل واحد أن يستعد لهذه الأيام ويضع ضمانا ثابتا لعائلته. فهو لن يدوم ليكون لهم السند والراحة والأمان.

في هذه الطريقة وضح أركاد وسائل عديدة تمكن الإنسان من التزود لمستقبله، أن يستثمر مدخراته التي كانت في السابق مبالغ صغيرة في مشاريع مربحة.

إن الإدخار بانتظام من أجل عمل مربح سيكون في المستقبل ثروة للعائلة لذلك يجب استغلال الفرص والوسائل التي تحقق هذا الأمان المستقبلي.



7. إكسب أكثر

إن هذه الطريقة هي الأكثر فعالية في كسب المال لأنها تعتمد على الشخص بحد ذاته.

لقد نوه أركاد عن الأفكار الموجودة في عقل الإنسان التي يمكن أن تكون طريقا للنجاح أو للفشل في الوقت ذاته.

إن الإنسان الذي يريد أن يصبح غنيا دون السعي، فهذه مجرد أمنية لكن الذي يسعى ويرغب في زيادة مكسبه فهذه رغبة حقيقية محددة يستطيع تحقيقها.

إن الطريق لزيادة الثروة تبدأ بمبالغ صغيرة جدا ومن ثم تكبر شيئا فشيئا، حتى يصير الشخص أكثر كفاءة.

وعلى رغبات (أهداف) كل شخص أن تكون محددة وواضحة لكي يكون أكثر جدية في العمل على تحقيقها.

السر المخفي هنا هي المهارات التي يجب على كل واحد امتلاكها والسعي للتعلم في كل مرة شيئا جديدا ومهارة جديدة لكي يتقدم باستمرار ولا يكون جمادا لا يتحرك.

الطريقة السابعة والأخيرة باختصار هي تنمية القدرات والتعلم من أجل اكتساب الحكمة والمهارة.

لأنه كلما تعلم المرء وطور من ذاته كلما ازدادت ثقته بنفسه وبالتالي يصل إلى أهدافه المحددة.




كيف نتعامل مع الفرص


كل الناس يحلمون أن يكونوا أشخاصا محظوظين كما كان في القديم، أيضا في عقول رجال بابل مثل هذه الأحلام. فما هي الطريقة ليكون الشخص صاحب حظ سعيد؟


في القديم كان رجال بابل قد اكتشفوا هذا اللغز وهو ما جعلهم أصحاب دهاء، وبذلك أصبحت مدينتهم أعظم مدينة في ذلك العصر.

رغم أنه لم يكن لهم لا مدارس ولا جامعات للتعلم لكن كان هناك مبنى يسمى بدار التعلم يقوم فيه الخبراء بتقديم معرفتهم وخبراتهم الماضية تطوعا.

كان يرتد لدار التعلم عامة الناس ليتعلموا من الحكماء منهم الثري والحكيم إركاد الذي أشتهر في كتابنا هذا "اغنى رجل في بابل".

وقد كانت له قاعة خاصة يقوم بالحضور إليه مجموعة من طالبي العلم من مختلف الفئات كهول، شيوخ وغالبية من الشباب لمناقشة مواضيع شيقة.

في يوم من الأيام وكالعادة طرح موضوع من أحد الطلاب عن كيفية جلب الحظ السعيد.

وقد أعتمد النقاش على حكايات البعض منهم من تجارب ماضية ثم أختتم أركاد الحديث بالنصح على أن المرء هو من يجلب لنفسه الحظ السعيد.

وذلك بالسعي وانتهاز الفرص المتاحة حيث انه يأتي مصاحبا للفرص، وهذه هي الحقيقة أن الذي ينتهز الفرص لتحسين حياته ويسعى إليه هو الذي يستحقه.

الحظ السعيد يأتي بالسعي والعمل الإيجابي نحو تحقيق نجاحات عظيمة.




5 قوانين للتعامل مع المال


إن خيرنا شخصا بين الحكمة والمال فإنه سيختار الأخير ويهمل الأولى، وبعد إنفاق ذلك المال يبدأ بالنحيب مثل كل مرة. إذا يجب أن نفهم أن الثروة تبقى لمن يفهم القوانين التي يحصل بها على المال وهي خمس:


1. إدخار عشر المكاسب من أجل إنشاء ممتلكات مستقبلية هو ما يجعل المال يتدفق بشكل دائم ومتزايد:

أي أن كل شخص يدخر عشر مكاسبه بصغة منتظمة ويقوم باستثمار هذه المدخرات. فإن هذا سيوفر له دخل في المستقبل إضافة إلى تحقيق الأمان للعائلة في حالة وفاته.

2. حكمة المرء في إنماء ماله هي ما تجعل المال يتضاعف ويعمل من أجله:

أي في الحقيقة إن المال يعمل من أجل الإنسان الذي يستغل الفرصة ويستخدم مدخراته في استثمارات مربحة، فذلك يمكن من تضاعف المال عبر السنين.

3. الإنسان لا يخسر ماله إذ قام باستثماره من خلال استشارة الحكماء الذين يتعاملون مع المال باستمرار:

إن الذي يطلب النصيحة والمشاورة من أشخاص أذكياء في تعاملهم مع المال، فإنه سيتعلم تدريجيا كيفية الحفاظ على ثروته والعمل على زيادتها.

4. يخسر الشخص ماله إذا ما استثمره في أعمال لا يعرفها البارعون والخبراء في الحفاظ على المال:

بمعنى أن الاعتماد على نقص الخبرة والاستثمار في أعمال تكون ذو مخاطر كبيرة وغير مالوفة قد يجعل الشخص يفقد كل ماله، لذلك فإن من الحكمة استثمار المال في ظل نصح البارعين في الأساليب المالية.

5. يخسر المرء ثروته إذا ما اتبع رغباته العاطفية وخبرته المنعدمة والاستماع إلى نصائح المخادعين والمحتالين لتحقيق الثراء:

غالبا ما يسمع الإنسان خرافات وهمية عن امتلاك المال بشكل لا يصدق، (مثلا ثروة طائلة في فترة وجيزة) يجب في هذه الحالة عدم الإنصات لكلام المخادعين.

لأن خلف كل مشروع تتواجد المخاطر، لذلك ما على الفرد إلا أن يكون جاهزا لها ويعرف كيف يجتازها بحكمة وذكاء.




تاجر الجواهر في بابل


تتحدث هذه الفقرة عن صانع الرماح في بابل يدعى "رودان ". قد امتلك ثروة ضخمة لم يمتلك مثلها في حياته تساوي خمسون عملة ذهبية.


وقد آحتار هذا الرجل في الاستخدام الأمثل لهذه الثروة لنقص خبرته فقرر الذهاب إلى تاجر الجواهر "ماثون " لطلب النصح والإرشاد عن كيفية استخدام المال واستثماره في عمل مربح.

ومن جهة أخرى، فقد كان زوج أخته قد طلب منه إقراضه العملات من أجل استثمارها، ليصبح ثريا وقد روى رودان لتاجر الجواهر هذه القصة لكن هذا الأخير نصحه أنه من السهل جدا إقراض المال.

لكن إقراضه بشكل غير واعي قد يكلفك خسارته واستحالة استرجاعه".

إن مياعدة الأشخاص يجب أن تكون بطريقة واعية وان يكون هناك ضمان لرد آمن.

واستثمار المال يجب أن يكون بشكل حذر مع اجتناب المخاطرة. الحذر ولو كان قليلا يكون خيرا من ندم قاتل في المستقبل.




أسوار بابل


تدور هذه الفقرة حول رجل يدعى "بانزار " وهو مقاتل شجاع. وكان ذات مرة أحد الأعداء قد شن هجوما على المدينة وحاول اقتحام أسوارها العظيمة.

حين كانت المدينة محاصرة كان ناس بابل في خوف وهلع شديدين لكن بانزار كان يطمئن السكان، ويقول أن أسوار بابل قوية كفاية لحمايتكم.

وتواصل هذا القتال أسابيع عديدة وخسرت بابل عديد المقاتلين والجرحى لكنهم صمدوا وأصروا على الدفاع عن خيرات مدينتهم حتى النهاية.

إلى أن جاء الأسبوع الرابع وانتصرت المدينة على العدو الجبار ككل مرة. خلاصة القول أن أسوار بابل قد مثلت حماية كبيرة لسكانها وآنعكاسا لهذه القصة على واقع المال.

فإن الإنسان يحس بالأمان إذ كانت له مدخرات كفاية واستثمارات موثوقة تحميه من الظروف والمصائب الغير متوقعة.

إن الشخص لا يقدر أن يكون دون حماية كافية.



تاجر الإبل في بابل


تحدث الكاتب هنا عن شخصية تدعى "أركاد بن أزور ". هو رجل فقير جدا لا يقوى أن يسد جوعه إذ في بعض المرات يظل جائعا لمدة أيام، يعيش على الفاكهة والثمار التي يختطفها من الباعة.

وفي يوم أمام مطعم التقى أركاد بشخص لا يتمنى أن يلتقي به، إنه تاجر الإبل "داباسير " الذي كان قد آقترض منه مالا.

ولسوء حظه فقد طلب منه هذا التاجر أن يرد المال حالا لكن أركاد لم يستطع فهو لا يملك قرشا واحدا.

فطلب منه التاجر أن يجلس معه ويحدثه عن قصته ذو العبرة القوية وقد اجتمع عدد من الحاضرين في المطعم لسماع القصة كذلك.

روى داباسير حكايته عندما كان عبدا في سوريا صغير السن يعمل في مهنة والده "صناعة السروج".

كان متزوجا ولسوء خبرته كان يشتري الثياب الجيدة والأشياء الثمينة لزوجتة فوق قدرته المالية.

وبعد مدة اكتشف أن دخله لم يعد يكفيه للعيش ولدفع ديونه وبدأ الدائنون في ملاحقته واضطر بعدها الاقتراض من بعض أصدقائه، إلى أن ازدادت الأمور سوءا وتركته زوجته.

بعد ذلك عمل مع تجار القوافل دون نجاح طوال عامين مما جعله ينظم إلى قاطعي الطريق الذين يجوبون الصحراء.

في المرة الأولى كان الحظ حليفهم استولوا على غنيمة وباعوها لكن في المرة الثانية كان العكس حيث برز لهم حانلي الرماح، قتلوا زعيمهم وذهبوا بهم إلى دمشق وهناك تم بيعهم.

فأشترى زعيم إحدى القبائل داباسير بثمن زهيد وتم استخدامه راعيا للبعير تحت إمرة زوجة هذا الزعيم، وهنا أحس الرجل بالذل والقهر الشديد.

وأثناء العمل في مرة ما أخذ المرأة (زوجة الزعيم) التي تدعى سيرا إلى منزل والدتها، وأخبرها بقصته بأنه رجل حر وابن رجل معروف في بابل.

فأخبرته أن ضعفه هو الذي أدى به إلى هذه الحالة فأثر كلامها في نفسه، وإنعزل يفكر في كلامها هل أنا ذو روح حرة؟

أعجبت سيرا بفكر داباسير وقررت مساعدته في الهرب، وذلك عندما أخذها إلى والدتها مرة أخرى ليلا.

وهناك الهت الزعيم وقالت لداباسير، "إن كنت رجلا حرا حقا خذ هذه الدابة وعد أدراجك ووواجه مصاعبك وسدد ديونك".

وفعلا هم البطل بالدابة وانطلق وسط الصحراء هاربا.

أكمل داباسير سرد قصته عن العوائق والمصائب التي آعترضته في الوصول إلى بابل في أثناء رحلته من نفاذ الأكل والشرب ومن ضياع. إلخ لكنه في الأخير وصل بالعزيمة والصبر والإصرار.

وبالفعل التقى بالدائنين ووعدهم بإعادة مالهم ومن ثم عمل جاهدا بدون كلل ولا ملل حتى تمكن أخيرا من تسديد ديونه.

وهنا وجد روحه الحقيقي وأصبح ذا شأن عظيم بين الناس.

هذه الرسالة التي أراد بطل قصتنا تاجر الإبل دتباسير أن يوصلها لتإركاد بن أزور أنه "بالعزيمة والإصرار تجد طريقك".



الواح بابل الصلصالية


تتمثل هذه الالواح الخمس في مذكرة قام بها داباسير عندما عزم على تسديد ديونه.


وقد كانت هذه الالواح عبارة عن سجل يدون فيها شؤونه المالية، لكي يحقق أهدافه ورغباته معتمدا على نصائح صديقه الثري تاجر المجوهرات ماثون:


اللوح 1:


يتمحور حول التخلص من الديون هو ما يجعل الإنسان محترما لذاته، وهي أول خطوة للسير في طريق الثراء.

هذه الخطة ترتكز على عدة أهداف منها الإدخار لضمان دخل مالي متدفق وتكوين مورد للعائلة.


اللوح 2:

من خلال الإيرادات يمكن للشخص أن يسدد ديونه، هذا ما كتبه داباسير على هذا اللوح.

وقد نقش كل أسماء الرجال الذين يدينونه بمال من أجل إعطاء الحقوق لأصحابها.



اللوح 3:

اقتناع داباسير بأن إرجاع الديون للناس والتصميم على ذلك أفضل من التراخي والتهرب منها.

وآعتمد طريقة النصح من ماثون التي تتمثل في استخلاص مبالغ صغيرة من الإيرادات.



اللوح 4:

تنفيذ داباسير لخطته وتطبيقها على مدى أشهر، فبدأ يرجع الديون شيئا فشيئا، كما لم ينسى نصيب زوجته من الحقوق لأنها كانت مخلصة طيبة ولا تنفك عن تشجعيه.

هنا بدأ يحس أنه أصبح رجلا جديرا بالاحترام.


اللوح 5:


وصول داباسير للنجاح وتسديد كل الديون ليس ذلك فحسب بل بدأ في جعل جيبه مملوءا بالعملات الذهبية، وباتباع خطته والمواصلة عليها متأكد انه سيصبح رجلا ثريا.



الرجل الأكثر حظا في بابل


تتحدث هذه الفقرة من كتابنا عن شخصية تدعى "شارونادا"، تاجر معروف في بابل وذو حياة مترفة وذلك كان واضحا من هيئة ملابسه الفخمة.

وفي سفراته إلى دمشق كان قد أحضر معه شاب وهو "هادان جولا"، حفيد شريكه "آراد".

منذ زمن طويل وكان لا بد أن يقدم لهذا الشاب شيئا ما لكن التفكير في هذه المسالة أرهقته كثيرا، وقد جعل منه مساعدا له بعد أن خرب والده ممتلكاتهم عند الميراث.

سأل هادان جولا ذات مرة شارونادا عن سبب الكد في العمل والقيام بالرحلات الطويلة بدل الاستمتاع بالحياة، عندئذ رد شارونادا عن ماهية الحياة التي يريد عيشها هذا الشاب إن كان مكانه.

هنا قال الأخير إن كان يمتلك ثروة هذا التاجر لعاش مثل الملوك وحقق كل الرغبات.

ولتصحيح مفاهيم العيش الهنئ عند هذا الشاب، أراد شارونادا سرد قصة شراكته مع جده، لكن هادان تجاهله وقال له أنه يريد معرفة كيفية الحصول على العملات الذهبية.

رد عليه أنه بدأ العمل مع رجال يحرثون الأراضي مع مجموعة من أصدقائه وقد كانوا أسرى في الحقل الذي يعملون به.

لم يتردد شارونادا في قول أنه كان عبدا وكيف تم بيعه في سوق العبيد إلى خباز ليعمل عنده، وعانى الكثير جراء العمل الشاق.

وهنا بدأ التفكير في طريقة مناسبة لكسب المال من أجل شراء حريته.

أصبح بعد ظهر كل يوم يبيع الكعك في الشوارع بصوت عال وبطريقة مرحة جدا.

ولحسن الحظ أن هذا العمل لاقى رواجا جيدا وبدأ بصنع كميات أكبر وتكوين زبائن دائمين وكان من بينهم الجد آراد جولا وهو تاجر للسجاد يجوب المدن.

حيث قال له مرة انه يحب طريقة عرض الكعك أكثر من الكعك نفسه (الروح المرحة).

وفي مرة أخرى سأله آراد نفس سؤال هادان عن المعاناة في العمل فوضح له حينها انه يبتغي شراء حريته فأردف الآخر انه أيضا عبد وهو في شراكة مع مالكه من أجل الحرية.

آنتفض هادان غضبا ونفى كلام شارونادا لكن الأخير طلب منه الهدوء وأخبره أن معرفة الحقائق خير من العيش في الأوهام وان جده أصبح فيما بعد رجلا حرا بسبب ذكائه وفطنته.

وأكمل حديثه بأن الجد كان العمل بالنسبة له هو الحل الأمثل للحصول على المال، والأهم من ذلك الاستمتاع بالعمل الذي تنجزه.

وتواصل الحديث بين شارونادا وهادان جولا إلى أن بدأ هذا الأخير باستجماع أفكاره مما أدى إلى تغيير نظرته على أن العمل للعبيد فقط إنما العكس صحيح.

إن إتقان العمل والتفاني فيه هو ما يعطيك سمعة طيبة وشرفا واحتراما بين الناس وهنا آكتشف أي رجل كان جده وأصبح يكن له التقدير والاحترام والعزيمة أن يصبح مثله. 

وفهم أنه كلما كان الإنسان جاهدا في نفسه كلما علت منزلته أكثر.
تعليقات